بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تعد الجمعيات التعاونية في العصر الحاضر أحد قنوات التعاون التي حث عليها ديننا الحنيف بقول الله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) سورة المائدة آية 2
حيث تهدف الجمعيات التعاونية إلى التلاحم بين أفرادها والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وثقافية تعود بالنفع على أعضائها المساهمين وعلى طبقات المجتمع بشكل عام , وفي هذا الصدد فقد انتشر الفكر التعاوني في شتى أنحاء العالم فهناك أكثر من مليار شخص في 96 بلداً حول العالم أصبحوا أعضاء في جمعية تعاونية واحدة على الأقل مما استدعى الأمر إلى وجود مبادئ أساسية للتعاون أقرها مؤتمر الحلف التعاوني الدولي الذي انعقد في مانشستر من عام 1995م وهي سبعة مبادئ تشكل الخطوط التوجيهية التي تتيح للتعاونيات وضع قيمها موضع التطبيق العملي.
وقد اهتمت قيادتنا الرشيدة بالقطاع التعاوني أشد الاهتمام وأنشأت مجلسًا خاصًا يعنى بشئون الجمعيات التعاونية وهو مجلس الجمعيات التعاونية السعودية الذي تأسس عام 2008م , وجعلت من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مظلة رسمية لجميع الجمعيات التعاونية التي خصصت لها العديد من الإعانات والمزايا والتسهيلات التي تتقدم فيها على جميع الدول الأخرى , لتنهض بالعمل التعاوني وتجعله أحد الركائز الأساسية في رؤية المملكة 2030, حيث يوجد في المملكة أكثر من 170 ألف مساهم في القطاع التعاوني يضخون أكثر من 1.5 مليار ريال سنويًا من الناتج المحلي.
وفي ظل اهتمام المملكة وحكومتها الرشيدة بصحة أفراد المجتمع والعوامل التي تساهم في تعزيز هذه الصحة والتي من أهمها التغذية السليمة وما يتطلبه ذلك من تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة الغذائية عند تصنيع وإعداد المأكولات والمشروبات فقد تمت الموافقة على تأسيس الجمعية التعاونية للجودة والسلامة الغذائية وتسجيلها رسميًا في 29/01/1443هـ لتكن بذلك السباقة والأولى من نوعها على مستوى المملكة المتخصصة في مجال الجودة والسلامة الغذائية وهذا ما سيجعلها كيانًا متميزًا وفريدًا من نوعه بين مختلف الجمعيات في الساحة التعاونية لما تمتلكه من كفاءات وكوادر بشرية يتم عن طريقهم نشر الوعي الغذائي بين أوساط المجتمع وكياناته والارتقاء بالمستوى الغذائي إلى مستويات نحافظ فيه على صحة أفراد المجتمع وذلك بتطبيق معايير جودة وسلامة متميزة حيث أن هناك أكثر من 200 مرض على مستوى العالم مرتبطة بتلوث الغذاء.
وفي الختام لا يسعني إلا التوجه بالدعاء إلى المولى عز وجل بأن يحفظ بلادنا وأن يديم عليها الأمن والأمان والاستمرار في الرقي لتلامس عنان السماء.
رئيس مجلس الإدارة
وائل طلعت أبو راشد